الغريب
الغريب
لم نتمكن من تحميل توفر الاستلام
رُبَّما لم أَكُن واثِقًا مِمَّا يَهمُّني حَقيقَةً، ولَكِنَّني على تَمامِ الثِّقَةِ مِمَّا لا يَهمُّني، وإِنَّ ما تُحَدِّثُني عَنه -هو بالتَّحديدِ- مِمَّا لا يَهُمُّني. في حين لَم يَدَعْ الحُزنَ بَعدَ وَفاةِ والِدَتِهِ صَدَمَ الجميع، وحينَ ارتَكَبَ جَريمَتَهُ العَشوائِيَّةَ تِلكَ في الجازئِرِ العاصِمَةِ ذُهِلَ التجتَمَعُ أيضًا؛ لماذا يُقْدِمُ شابٌّ جَامِعِيٌّ مُلتَزِمٌ عَلى مِثلِ هَذَا الفِعْلِ؟ ولِماذا لا يُبدِي نَدَمًا حَتَّى يَنجُوَ بِحَياتِه؟ رَفْضُه مَشاعِرَ الآخَرين يَزيدُ مِن ذَنبِهِ في نَظَرِ القانونِ. يَكتَشِفُ سَريعًا أَنَّه لا يُحاكَمُ بِسَبَبِ جَريماتيه فَقَط، بَل بِسَبَبِ افتِقارِهِ إلى العاطِفَةِ؛ فَرُدودُ أَفعالِهِ تُدينُهُ لِكَونِهِ "غريبًا". "لَقَد لَخَّصَت «الغريب» مُنذُ زَمَنٍ طَويلٍ في عِبارةٍ أَعتَرِفُ بِأنَّها مُتَنَقِضَةٌ لفايَة: «في مُجتَمَعِنا هَذا أَيُّ رَجُلٍ لا يبكي في جِنازَةِ والِدَتِه يُخاطِرُ بِتَلَقِّي حُكمِ الإِِ، وكُنتُ أَعني» فَقَط أَنَّ بَطَلَ كِتابي مُدانٌ بالفِعلِ لأَنَّه لا يَلعَبُ اللُّعبَة». ألبير كامو "حَقيقَةً، إن كامو يُبلِغُ هذِهِ الرِّسالَةَ في شكلِ رواياة بالتَّحديدِ، تَكشِفُ عَن كبرياءٍ مُهانَةٍ... هَذَا لَيسَ استِسلامًا، بَل تدركٌ ثَوريٌّ لِحُدودِ الفكرِ متعددِّ". تشان بول سارتر
